ورقة بحثية حول قرار الحكومة التركية إعادة مليون سوري تحت مسمى “العودة الطوعية” للشمال السوري.
في هذه الورقة البحثية يُسلّط منتدى أصوات لأجل المهجّرين السّوريين بالتعاون مع المركز السوري للإعلام وحريّة التعبير الضوء على التطورات الأخيرة التي تواجه اللاجئين السوريين في تركيا بعد قرار الحكومة التركية إعادة مليون سوري تحت مسمى “العودة الطوعية” للشمال السوري. حيث تراجعت الحكومة التركية مؤخراً عن سياسة الباب المفتوح للسوريين الذين بلغ عدد المسجلين منهم تحت بند الحماية المؤقتة في تركيا /3/ ملايين، و/762/ ألفاً، و/686/ لاجئاً، وبدأت تخطو خطوات أكثر تشدداً، ويرجع السبب في ذلك إلى التراجع الشديد في مشاعر القبول لدى المواطنين الأتراك تجاه اللاجئين، التي ازدادت مع الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا منذ خريف 2018، وترافقها بهبوط قيمة الليرة التركية وارتفاع معدلات التضخم وما لذلك من انعكاسات سلبية على الوضع المعيشي للمواطنين الأتراك.ومع تبني المعارضة التركية لخطاب سياسي شعبوي يحمل اللاجئين تبعة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ويضع إعادتهم إلى سوريا على رأس الحملات الانتخابية، وهو الخطاب الذي تماهت معه الحكومة التركية الحالية، حرصاً على أصوات الناخبين، لتبدأ بتنفيذ سياسات التضييق بحق اللاجئين وعلى جميع الأصعدة. ففي شهر آذار/مارس 2022 أوقفت بطاقات الحماية المؤقتة لآلاف من السوريين فجأة، وطلب منهم تثبيت عنوان سكنهم، إذ يحظر على اللاجئين الاقامة في غير الولاية التي صدرت منها بطاقة الحماية المؤقتة، وإيقاف الكيملك يحرم اللاجئ من جميع الخدمات المتاحة له بموجب هذه البطاقة، كما قامت بعض الولايات كولاية شانلي أورفة بتحديد الأحياء التي يسمح فيها بتسجيل العنوان للاجئين السوريين.